جاستا قانون بأسنان مشبوهة


جاستا قانون بأسنان مشبوهة


علي بن سعد الفريدي
علي بن سعد الفريدي
   
كاتب صحفي - مهتم باللسانيات وآدابها

إقرأ المزيد
خطوات إلى الصحراء
عمار يادار .
عيد في زمن كورونا
رحلة إلى لقاح
زمان ينجب أبطالا .
التفاصيل

 

يسعى الإنسان السوي في حياته بما أمر به شرعا ، محققا بذلك مصلحة ذاته ومجتمعه وأمته في شتى مجالات الحياة ، بعيدا عن كل أنانية ضيقة ، ومنهجية حسد تعكر صفو الحياة ، وتكدر وضعها ، وتقلب لذاذة أنسها قلقا وحزنا وتوترا ، ومن مجالات الحياة ذات الاهتمام المشترك على جميع الأصعدة في دنيا البشر ، هو مجال الاقتصاد وأهميته على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة ، ولاينكر أهمية ذلك إلا من تلوث عقله بلوثة العناد والمكابرة .

.
إن الحياة الدنيوية خلقها الله وأنزل معها قانونها المبين الحكيم ، كتابا وسنة ، بل وأرسل من يبين قانون السماء للبشر عن طريق رسل القدوة الكرام – عليهم الصلاة والسلام – ، فتمت شريعة الله السمحاء على أكمل وجه أراده الله أن يطبق ويتحقق من إنس الخلق وجنهم ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ، ومن سنن الله في كونه شرعا وقدرا ، سنة الصراع بين الحق والباطل ، بين الحلال والحرام ، بين الفضيلة والرذيلة ، بين المتضادات أجمع ، في كل مجالات الحياة .

.
إن المتأمل في دنيا البشر خلال مدة زمنية تفوق شهرا أو أكثر ، يدرك أمرا مثيرا للاستفهام ملتويا غير واضح ! ، كمثل علامة الاستفهام ذاتها ( ؟ ) ، من خلال ماتبثه وسائل الإعلام الرسمية العالمية عبر الأثير منطوقا ومكتوبا ومصورا ، وما تلتقطه أعين الفطنة من أحداث تصنع ، ومخططات تصاغ ، وأفكار تروج ، وإشاعات تنشر ، ومؤتمرات تستحدث ، وأصوات تجمع تجاه المسلمين وبلادهم ، وتجاه العروبة وأوطانها ، وتجاه المملكة العربية السعودية بالأخص ، ومقدساتها ، فقد رأينا حربا إعلامية قذرة تجاه حجاج بيت الله هذا العام ١٤٣٧ هجري ، ومناداة صاخبة بفكرة تدويل الحج الخبيثة ، ورأينا تشويها لمصطلح أهل السنة والجماعة في مؤتمر شيشاني المكان ، غربي الدعم ؛ لنزع هذا المصلح وحقيقته عن أهله وإلباسه طوائف أخرى زورا وخداعا وبهتانا ، ورأينا أيضا بالأمس القريب قانونا يحاك للعالم أجمع ( جاستا ) ، يستهدف بلاد المسلمين منها على وجه الخصوص ، وبالأخص مملكة التوحيد ( السعودية ) ، ذات المنهجية العيشية التلاحمية ، والبقعة المطهرة في توحيد العقيدة ، الذي لاتشوبه خرافات تخالف العقل والنقل على حد سواء ، وذات الاقتصاد المستقر عبر الأزمان .

.
إذ نحت تلك الأحداث القريبة بالتأثير الكلامي على بلادنا من خلال المجال الأمني ( تهديد الحجاج ) ، ومن خلال المجال الديني ( مؤتمر الشيشان ومحاوره ) ، ومن خلال المجال الاقتصادي ( قانون جاستا وقادم إجراءاته ) ، ومن خلال المجال الاجتماعي ( الإشاعات والتحليلات المستهدفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ) كل ذلك يعطي للفطن أن بلادنا تواجه منعطفا خطرا ، وحالة تتطلب منا التعقل والتأدب والتأمل ، وإرخاء حاسة السمع لذوي الاختصاص فقط ، والعيش في منهجية التلاحم والتعاون والتكاتف والتآزر ، وحسن التوكل على الوكيل سبحانه ، والتفاؤل بالأحسن في مستقبل الزمان وحاضره ، والطاعة بالمعروف لولاة الأمر ، ( علماء وأمراء ) ، وتذكير البشرية بمنهج رسول الله – عليه الصلاة والسلام – في كل أزمة ، أعني بذلك المنهجية التفاؤلية في كل زمن وحين ، مما يتوجب أيضا أن نبتعد كل البعد عن التحليلات الساذجة التي تزيد الشعور هما وغما بدون مستند فهم معتمد ، وبدون تحليل دراية مقبولة ، ولاحسن رواية معقولة .
إن كان ( جاستا ) قانونا أرضيا مدبرا من بشر ، فإن نجاح الحياة وأمانها لايكون إلا بقانون السماء المنزل من رب البشر ،( الكتاب والسنة ) وهو ماتطبقه بلادنا بحمد الله ، والنصر والعزة من الله العزيز الحكيم .

.
إن الحياة بتدبير الله سبحانه وحده ، وغاية مافي البشر أنهم تنفيذ لإرادة الله ، ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) .
إنه من العجب أن يقوم الغرب باستحداث قانون يوقع العقاب على من لم يفعل الجريمة ! ، ويساوم الدولة ككل بتصرف فرد من أفرادها المجرمين على حساب مصالح أهل البلد أجمع ! ، لكن قوانين البشر الشريرة بوصلتها الخير في كل مكان دائما ؛ استهدافا للخير ولأهله ، والخير والشر يصطرعان إلى قيام الساعة ، كما أن الاقتصاد يتبارك بركة محسوسة إن طبقت شريعة الله فيه ، ويستقر بتوازنية رهيبة إن تحققت الأسباب الشرعية وانتفت موانعها ، وهذا مانراه بفضل الله ، كما أن بلادنا – بحمدلله -تعيش حكمة عقل ، وهدوء حكمة ، واتزان موقف ، وخبرة تجربة ، وحنكة تصرف ، وتوفيق من الله أولا وآخرا ، في التعامل مع أي أزمة في كل مجال حياتي ، ومن قرأ تاريخها في إدارة الأزمات أدرك حقيقة ما أقول بلا مجاملة . ستر الله على بلاد المسلمين وأهلها من كل مايراد بهم من عدو يريد سحق بيضتهم ، وحفظهم من كل مكروه وسوء مستهدف ، ورد أسنان قانون ( جاستا ) المشبوه في نحره ، ورزق المسلمين في كل مكان لذاذة حياة يعيشون معها الهناءة والأنس وسعة الرزق والعافية في دينهم ودنياهم في شتى مجالات الحياة . آمين .


1 ping

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *