إِنَّ هَذَا الوَقْتَ سَيَمْضِي ..


إِنَّ هَذَا الوَقْتَ سَيَمْضِي ..


يَمُرُّ الإِنْسَانُ فِي حَيَاتِهِ مُنْذُ طُفُولَتِهِ وَحَتَّى وَفَاتُهُ بِأَيَّامٍ طَوِيلَةٍ وَعَدِيدَةٍ فَهَلَّ هَذِهِ الأَيَّامَ مُتَشَابِهَةٌ أَمْ مُخْتَلِفَةٌ، الحَقِيقَةُ أَوْ مَا أَظُنُّهُ أَنَا كَذَلِكَ أَنَّ الأَيَّامَ مِن المُمْكِن أَنْ يُقَالَ عَنْهَا أَنَّهَا مُتَشَابِهًا وَمِن المُمْكِن أَنْ يُقَالَ أَنَّهَا مُخْتَلِفَةٌ بنَفْسِ الوَقْتُ .
.
فَأَسْبَابُ التَّشَابُهِ مُتَوَفِّرَةٌ وَكَثِيرَةً يُمْكِنُ أَنْ نُذَكِّرَ بعضاً مِنْهَا كَالاِسْمِ الأَصْلِيِّ (اليَوْمَ) وَمِنْهَا الأَسْمَاءُ الخَاصَّةُ كَالجُمْعَةِ وَالسَّبْتُ إِلَى آخِرِهِ، وَكَّلَهَا تَدْخُلُ فِي مُسَمًّى عَامٍّ وَهُوَ الوَقْتُ أَوْ الزَّمَنُ الَّذِي نَحْيَاهُ وَنَعِيشُهُ فَهُوَ يَتَكَوَّنُ أَيُّ الوَقْتُ مِنْ الأَيَّامِ، وَبنَفْسِ الوَقْتِ الأَيَّامُ مُخْتَلِفَةٌ فَاليَوْمَ غَيْرَ الأَمْسِ وَالأَمْسُ غَيْرُ الغَدِ وَمَا يَحْدُثُ فِي الأَيَّامِ يُعْطِيهَا تَسْمِيَةً خَاصَّةٌ فَمِنْ المُعْتَادُ أَنْ مَا يُحَدِّثَ اليَوْمَ لَيْسَ كَأَلَذِّي حَدَّثَ بِالأَمْسِ، حَتَّى فِي الأَجْوَاءِ هُنَاكَ اِخْتِلَافٌ فَهَذَا يَوْمٌ مُشْمِسٌ وَهَذَا غَائِمٌ وَهَذَا حَارٌّ وَآخَرُ بَارِدٌ وَكَذَلِكَ الأَحْدَاثُ الَّتِي نُؤَرِّخُ بِهَا فَهِيَ تَخْتَلِفُ فِي الأَيَّامِ وَتَتَشَابَهُ فَمَا يَحْدُثُ اليَوْمَ لَيْسَ بِضَرُورِيٍّ يُحَدِّثُ غَدًا، وَالعَكْسُ صَحِيحٌ رُبَّمَا يَكُونُ هُنَاكَ أَحْدَاثُ تَحَدُّثٍ فِي أَزْمَانٍ وَأَيَّامٍ مُتَشَابِهَةٍ، وَلَكِنَّ الحَقِيقَةَ الَّتِي نَشْعُرُ بِهَا أَنَّ الحَزَنَ وَالفَرَحَ هُوَ مَا يُمَيِّزُ الأَيَّامَ المُتَشَابِهَةَ فَعِنْدَمَا نَمُرُّ بِأَيَّامٍ سَعِيدَةٍ جَمِيلَةٍ بِالقُرْبِ مِنْ الأَهْلِ وَالأَصْدِقَاءِ وَالأَحْبَابِ دُونَ مَشَاكِلَ صِحِّيَّةٍ وَلَّا مَادِّيَّةٍ وَلَّا مَعْنَوِيَّةٍ سَنَشْعُرُ بِأَنَّ الأَيَّامَ هَذِهِ جَمِيلَةٌ وَمُمَيِّزَةٌ فَلَا نَشْعُرُ بِمُرُورِهَا إِلَّا بَعْدَ أَنْ نَرَى تِلْكَ الأَيَّامَ الكَالِحَةُ وَالمُوحِشَةُ الَّتِي تَتَوَقَّفُ فِيهَا الاِبْتِسَامَاتُ وَتُزْرَعُ بَدَلًا عَنْهَا الآهَاتُ وَيَذْهَبُ الفَرَحُ وَيُحِلُّ مَحَلُّهُ الحُزْنَ وَالتَّرَحَ، وَلَكِنْ دَائِمًا وَلِأَبْدُ أَنْ نَتَذَكَّرَ

.

أَنَّ هَذَا الوَقْتَ سَيَمْضِي

.

يُحِلُّوهُ وَمَرِّهِ وَلِأَبْدُ أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلتَّغَيُّرِ القَادِمِ فَالأَيَّامِ دُول، وَهَذِهِ العِبَارَةُ الَّتِي يُقَالُ أَنَّهُ قَدْ نَقْشُهَا حَكِيمٌ عَلَى خَاتِمِ مَلِكٍ هِنْدِيٍّ بِحَيْثُ إِذَا اِشْتَدَّ أَلَمُهُ وَحُزْنُهُ يُصَبِّرُ وَإِذَا اِشْتَدَّ فَرْحَةُ لَا يُبْطِرُ وَهِيَ أَنَّ هَذَا الوَقْتَ سَيَمْضِي فَنَحْنُ نُقُولٌ الحَمْدُلِلهِ الَّذِي بِأَمْرِهِ الشَّرُّ يَزُولُ وَالخَيْرُ بِأَمْرِهِ يَعُودُ وَيَجُولُ، اَللَّهُمَّ لَا تَكِلْنِي لِنَفْسِي طرفة عَينْ .


1 ping

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *