.
يعيش الإنسان في حياته متأملا لكل ما تلحظه حواسه ، ويلتقطه ذهنه من أحداث تمر أمام عينيه ، مدركا بعقله اللبيب جماليات الحياة وأضدادها ، عائشا في منهجية السكينة والإيمان والآمان والاطمئنان ، منبها على كل خطر وشر ملحوظ أو ملفوظ ، داعيا إلى كل خير وإبداع وفلاح ونجاح ، ومن ذلك حدث حصل في محافظة حفر الباطن هذه الأيام بنقل مدير بلديتها أمينا لمنطقة تبوك ، داعين له بالتوفيق والسداد ، إلا أن اللافت للنظر أن الأمين البلدي التبوكي الجديد ، سبقه ترقية أمينين انتقلا من نفس محافظة حفرالباطن إلى منطقتي جازان ونجران ، متمنين للجميع مزيدا من النشاط والعطاء في بستان الوطن الجميل .
.
إذن فمكان أولئك الأمناء المناطقيين الثلاثة الذي انتقلوا منه هو واحد بالنسبة لهم أجمع .
.
وبعيدا عن شخصنة الموضوع وبالذوات المذكورة آنفا ، إلا أن هناك قضية باتت تتزايد الشكوى منها ، وتعبت الأقلام من صريرها فيما كتب بشأنها ، يدرك ذلك من بحواسه الصحيحة يبصر ، وبعقله السليم يحكم ، وبفطرته الحكيمة ينطق ، وبذكائه المعتدل يستشعر ، وهي قضية بدأت تعمر سنين عددا ، ولم تعالج من بعض هؤلاء الأمناء أثناء تكليفهم في رئاسة بلدية المحافظة المحروسة ! .
.
بل مازال داؤها يتورم نتنا وقبحا وألما ، ومشرط الطبيب المختص غائب أو مغيب ! ، ألا إنها قضية النظافة يا رجال الحصافة .
.
وبما أنني مواطن مسؤول في وطني وعن وطني ، ووطني مسؤول عن كل أهله أجمع ، فلي الحق أن أطرح الأسئلة التالية ليجيب الوطن ومسؤوليه عن هذه القضية التي باتت تؤرق الإنسان والزمان والمكان في تلك البقعة الحدودية .
.
إن المحافظة الحفرية في خطر للغاية خاصة فيما يتعلق بالشأن الأمني والصحي والاقتصادي بسبب هذه القضية .
.
وبعض أحداث البلد الممجوجة غير اللائقة التي وقعت كانت من تبعاتها .
.
إنني أعلنها بكل صراحة مؤدبة لذوي الشأن في وزارة البلدية والقروية ، وأعلنها للمقام السامي الموقر ، وللرقيب الأمني المتابع ، وللنشطاء الاجتماعيين الأمناء ، ولمراقبي البلد في كل مجالاته ، وللمختصين المحترمين كل فيما يخصه .
.
رويدكم ، رويدكم ، عصرية زمن ، أوضحوية يوم ، لندرج الخطى في أحياء المحافظة وشوارعها وأسواقها وحدائقها ومحيطها القريب ، لتروا صدق ما أقول ، وسأقول .
.
نفايات تجاور البيوت بجوار سوء ، ومردمها الصحي يتوسط بين البلد وأسواقه وحدائقه في حالة تثير الانتباه والدهشة وربما القلق التوتري مما ينبعث منه من روائح غاز سام ! ، ومخلفات بناء وترميم تستدعي أن تغمض العينين خجلا من رؤيتها ، وحيوانات زاهقة حول الطرقات وفي محيط البلد القريب تذكرك بقرب نهايتك ، ومناظر تستدعي أن تضغط على أنفك لكي لايشم ولايشتم مايعكر هواءه ، أو يفسد صفاء ونقاء أكسجينه وإكسير حياته .
.
إن وضع أكثر من نصف مليون نسمة تعيش بين أرتال النفايات ، وعشعشة القمامات لهو وضع أليم سقيم عظيم ، ومن يراقب التطبيقات الذكية في وسائل التواصل الاجتماعي يجد أنين حروفها وألم كلماتها بشأن تلك القيمة المجتمعية الضرورية ( النظافة ) يتصاعد مطالبا بالفزعة والنجدة والعون .
.
إن جسد البلد يتألم من عدم نظافة فضلاته ، وإن روحه تزهق من عدم الاهتمامية في ذلك ، وحيث إن لكل مشكلة حل ؟ فما الذي يقف عائقا في تنظيف البلد أجمع من كل مايسيء ويسيء أهله ؟ ! .
.
أين مراقبة مشاريع مناقصاته ؟ !
وأين دور الرقابة الوقائي ؟ !
وأين ضمير المسؤول الذي فاز بمناقصة عقد نظافة البلد ؟
ألا قرأ بأمانة بنود عقد مناقصته التي فاز بها ، وأين تطبيق عهده ووعده ؟ !
وأين إنسانيته وتقواه ومبادئه من هول مانرى ؟ ! .
.
إنها صرخة حواس بدأت تتألم من قضية قصر المختص عنها جهده ، وأخلف عهده ووعده ، وصارت المحافظة الجميلة غير جميلة بهذا الصنيع منه غير المؤدب تجاه المبادئ والمثل والقيم ، وتجاه المسؤولية المناطة .
.
إن حق الوطن والمواطن كبير كثير ، ومن حقه أن يعيش بكرامة ، ومن كرامته أن تنظف نفايات بلده ، من أمام البيوت والأسواق والشوارع ، والحدائق ، ومحيط البلد القريب .
4 pings