بين التطبيل والتضليل


بين التطبيل والتضليل


هل الأقلام الناصحة الناقدة أصبحت فجأة مطبلة إلى حد غير معقول !!!

.
أم نحن لا نميز بين التطبيل والتشجيع والنقد الهادف والهدام ، من بديهيات الحياة ومن الأشياء البسيطة التي يتعلمها الإنسان إن في كل عمل نقص وخلل ولا يكمل عمل ما إلا ماشاء لله، وكذلك أبى الله الكمال إلا لكتابه (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) فما دون كتاب الله من مشاريعٍ علمية وأدبية وصناعية وتجارية يبقى النجاح فيها نسبياً ولابد للنقص من مكان وملاذٍ في كل عمل ، ولكي تسير الأمور والحياة وتدور ولا تتعطل وجد النقد البناء ووجد كذلك التشجيع الذي يدفع بالإنسان إلى العمل والنجاح وبذل الجهد والعطاء ، ومن أسباب فشل وإنهيار المشاريع الكبيرة والعظيمة والتي تأتي كمشروع أمة وكنظرة مستقبلية ، هو غياب النقد البناء ودخول التطبيل بدلاً عنه ، فالنقد البناء هو بمثابة النصح والتوجيه لكل عمل بل ولكل فرد ولكل مجتمع ، النقد نوع من النصح الذي يرينا أخطائنا لنقوم بتصحيحها وتعديلها وتوجيهها إلى ما هو أفضل و في الحديث (ان الدين النصيحة قيل لمن يارسول الله قال لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) عليه الصلاة والسلام فمن المصيبة أن يختفي النقد البناء الذي يساعدنا على التصحيح والتقويم ويرشدنا للنقص كي نقوم بإكماله وتسديده، وهناك فرق شاسع بين التضليل والتطبيل وبين النقد البناء والنصح والتشجيع ، ومن المصيبة انه في هذه الأيام غاب النقد البناء والنصح والتوجيه ، وأصبح التطبيل على مستوى عالي يعني من علية القوم يُطبِلون لعلية القوم فماذا يفعل البقية وكيف يكون وضعهم كان التطبيل صفة تخص قلة من الناس كالمرتزقة يطبلون من أجل أن يحصلواعلى لقمة العيش، المشكلة اذا قام بالتطبيل الهامور ماذا يكفيه؟

.

فمن الغريب أنه كل ما يعلن عن مشروع تستغرب أن الكل يتهافت ويتسابق للثناء على المشروع وصاحب المشروع ويبرزون محاسن المشروع قبل أن يبدأ المشروع!!

.

حتى قبل أن يطلعوا على جزء بسيط من المشروع أو العمل فهم يثنون عليه لدرجة انك تظنهم اطلعوا على تفاصيل المشروع أو شاركوا في التخطيط لهذا المشروع وهم بالحقيقة كما قيل (معاهم معاهم عليهم عليهم)، فنحن الان بين التطبيل والتضليل ولا يوجد نقد ولا تشجيع وهذا خطر لأن النقد هو من يرينا عيوبنا لنصححها فإذا غاب النقد جاء الفشل والسقوط ثم نبدأ بمرحلة البكاء على الأطلال ، والمال المسكوب ،والسؤال الجديد ماذا يفعل المطبلون البسطاء بعد تطبيل الهوامير وعلية القوم هل يرقصون على التطبيل من باب التضليل!؟

.

حتى أنا وأنت يمكن يجي يوم ونتعلم التطبيل أو التضليل وأخيرا جزى الله خيرا من أهداني عيوبي.

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *