بلا عنوان


بلا عنوان


.

تغرينا ببريقها اللامع ، وتبهرنا بزخرفها الساطع وتتحفنا بألونها المتعددة، نعدوا بها أو تعدو بنا ، لا تحتاج لزينة أو لتجميل لتجذبنا إليها ، هي ليست قريبة ولم تكن يوماً بعيدة المنال ، نحن من يتزين لها، ويخطب ودها ونحن من يتخاصم معها، بأفعلنا وأعمالنا وأقوالنا نحن نرى منها ما يعجبنا أو ما يُحاكي مشاعرنا ونفوسنا ، هي ليست بصغيرة حتى نحتويها ولا كبيرة بحيث نتركها هي الخضرة النضرة هي الدنيا. نُقبل عليها في أيام سعدنا فيصرخ كل جزء من اجسادنا وأرواحنا وعقولنا بصوت مبتهج : (الدنيا حلوه ) هكذا هي الدنيا عندما نقبل عليها نشعر بها ونشعر بمواكبتها لنا وكأنها تهدينا نفسها وجوهر جمالها ورقتها ورقة نسيمها ومطرها ، تنبسط لنا وتعدو خلفنا ومن حولنا فلا نشعر أننا نتبعها بل نشعر انها هي من يتبعنا و عندما نقبل عليها نكون أكثر رقة ورشاقة قولية وفعلية واكثر قبولاً للأفكار والأراء والخلاف وفهم أحوال الاخرين.

.

وعندما نصد عنها بسبب فشلنا أو حزننا سنراها تلك العجوز الشمطاء التي تتصيد اخطاءنا وهفواتنا وتكبر صغيرها وتُعظمُ كبيرها ، فلا نرى فيها إلا الصحراء القاحلة ، والعواصف
الكالحة ، و ألايام المظلمة ، هي الدنيا لا تتغير نحن المتغيرون ، فنراها بعيوننا وبعيوبنا لذلك يمكن أن نراها بعز فرحتنا ونشوة أحلامنا وتحقيق آمالنا نراها بذلك الوجه الكالح المخيف وأيضا ممكن أن نرها بعز مشاكلنا بالجميلة المقبلة الحانيه ،والغابة المعشبة الندية المزهره، التي تمدنا ببصيص الأمل ونور الفرح والمستقبل المشرق.

.

ذلك يؤكد أن الحياة تعتمد على ما نحمل من عقل سليم ومن قيم عظيمة ومشاعر طيبة كريمة ، ربما نجد افقر الناس أسعدهم أو حقق من السعادة ما يكفيه ويرضية، ونجد اتعس الناس أغناهم واكثرهم مالاً ، لأن المسألة فيها نظر ، ونحن المقياس والسبب.

 

تعجبت والدنيا بها العجب والعجب
تروح بلا ذنب وتأتي بلا سبب.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *