من هو المسؤول؟


من هو المسؤول؟


.

خلق الله البشر على اختلاف بينهم وميز بعضهم عن بعض فلكل انسان صفات يتميز ويتحلى بها ومنها القيادة الحكمة الصبر الحلم الفطنة وهكذا ، و تلك الخصال والصفات دائماً يكون لها أضداد عند بعض الناس ، فمثلا الحازم عكسه المتهاون والنشيط عكسه الكسول وهكذا ولكن سأتكلم وبإختصار عن صفة مركبة من الحكمة والعقل والصبر وبعد النظر ، والجد والإجتهاد، وهذه الحكمة هي التي تحمل صاحبها على فعل الخير ، وترك الشر ، و تجبره على فعل الرشاد والنصح للعباد ، والخوف على الأهل والإخوان ،من الشر ومن الهوان ، و هذه الصفة الكريمة هي المسؤلية ، فالشخص الذي يشعر بمسؤلية إتجاه شيء معين سيتفانى ويجتهد في خدمة ذلك الشيء ،وعلى سبيل المثال لو أن شخصاً شعر بالمسؤلية اتجاه دينه وربه ، لرأيته مجتهداً في نشر دينه ، والدفاع عنه، ومحاولة اظهار محاسنه ، ومهاجمة من ينتقص من دينه ، ويعاداي من يعديه ويوالي من يواليه، يجتهد في كل اتجاه ينفع به دينه كتابةً وخطابةً ودعاءً واقتداءً، وكذلك من يشعر بالمسؤلية اتجاه وطنه تجده ، مجتهداً في إظهار محاسن وطنه والدفاع عنه بل والموت لأجله ، وهذه المسؤلية غالباً ما تكون متعبةً لحاملها ، ومذهبة لجل وقته واهتمامه وسبباً لحزنه واغتمامه ، فهو يستشعر المخاطر ويخشى المشاكل ويخاف على من اعطاه اهتمامه وشعر بالمسؤلية اتجاهه، ومن المرادفات لكلمة المسؤلية التعهد والإلتزام، والمضاد لها، التهاون والتقاعس و الخيانة ، والخوف والجهل والاستحياء كل هذه الصفات السيئة يحملها الشخص الذي لا يحمل صفات المسؤليه ، فعندما ترى خلل في الأسرة هذا يدل على غياب الشخص المسؤل و لو وجد خللاً في العمل فاعلم ان غياب المسؤلية متوفره ، وعندما ترى التهاون من الناس في أمور دينهم ذلك لأن المسؤولية لديهم ضعفت وخفتت نارها،

.

فكل مجتمع متماسك متطور عامل مجتهد تجد أن الذين يستشعرون المسؤليه في هذا المجتمع أكثر بكثير من المتكاسلين المتهاونيين الذين لا يفيدون ولا يستفيدون إنما هم محبطون ومفرقون ومضيعون لكل خير جالبون لكل شر.

.

لذلك يجب علينا جميعا كمسلمين أن نستشعر المسؤلية إتجاه ديننا وأمن وطننا ، ولا نترك الحبل على القارب لا نحرك ساكناً ولا نعين على خير ولا ننهى عن شر ، بل يجب علينا أن نكون عاملين ناصحين متوقدين، كل شحص حسب موقعه ، وحسب قدرته وطاقته، فيجب على المسلم أن يسأل نفسه ماذا قدم لهذا الدين ؟ وماذا قدم لهذا الوطن؟هذا الوطن الذي هو معقل التوحيد ومركز الارض وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، بلاد الحرمين الشريفين.

.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *