مرفأ الرحيل


مرفأ الرحيل


علي بن سعد الفريدي
علي بن سعد الفريدي
   
كاتب صحفي - مهتم باللسانيات وآدابها

إقرأ المزيد
خطوات إلى الصحراء
عمار يادار .
عيد في زمن كورونا
رحلة إلى لقاح
زمان ينجب أبطالا .
التفاصيل

.
شخصية عايشناها سنين عددا ، سحرت محيطها بجودة أخلاقها ، وكرم مبادئها ، وأصالة معدنها .
وغزارة مهاراتها ، وعذوبة قيمها وشيمها .
أفكارها متجددة وراء كل جديد مفيد .

.

في محياها سطوع شمس ثانية، فالابتسامة لاتفارقها على الدوم .

.

ينساب الحديث الحواري المهذب المؤدب من بين شفتيها كما ينساب الماء الرقراق في جداوله تسلسلا .

.

عشقت التربية والتعليم ، فعلمت وأثمرت ، وجربت ، ودربت ، وكتبت ، وألفت ، وأصبحت نحلة منتجة تمتص رحيقها من زهور المعارف ، وتمجه عسلا مصفى في بساتين المدارس ، ودور العلم الشامخة .

.

أنيس الطبع ، مألوف العبارة ، اجتماعي النهج المنهج ، إنسانيته طاغية على المكان والزمان قبل الإنسان ، يدرك ذلك من زاره في ديوانه العامر بحي الربوة بحفرالباطن ، إذ صنع من مجلسه طبيعة خضراء في جميع الجهات الست تضفي على زواره وضيوفه الأنس والسعادة .

.

كان يصنع السعادة والأنس بفكره النير ، وكلماته العاطرة ، ومشاعره الفواحة ، ومعلومات الغزيرة الوفيرة ، فأثر في المكان والإنسان والبنيان والجيران ….

.

في نطق اسمه شعور بالفخامة ، وكرم الرجولة ، وعطاء المكارم ، ورزانة العقل . فالاسم على مسماه ، والمسمي في السماء كما يقال .

.

هدؤه الساحر جذب محبيه ، فأثر وتأثر . عشق الجمال فكان هو هو . فالجمال وهب ، ووهب الجمال .

.
رؤيته للحياة تفاؤل لاينقطع ، حتى آخر لحظات عمره الموهوب عليه سحائب الرحمة والغفران .

.
مؤلمة تلك الحروف أعلاه عندما تنسج من ذكريات صداقة راحلة ، وتنصهر من حنين الألم والفقد .

.
فوداع الأصدقاء الأوفياء الأنقياء الكرماء وألم فقدهم سكرة موت أخرى لمن يتأمل .

.

رحم الله الفقيد : وهب بن منيخر العنزي ، وأسكنه فسيح الجنان .

.
فقد وصل مرفأ الرحيل ورحل ، وبقيت أمجاده ذكرى سائرة ترتحل من مكان إلى مكان يسير بها الركبان ، ذكرا عاطرا فواحا مخلدا .

.

رحل وهب الموهوب، وسنرحل بعده ، وموعد نهاية الرحلة غيب ، ولكل رحلة مرفأ ونهاية .


5 pings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *