.
شخصية عايشناها سنين عددا ، سحرت محيطها بجودة أخلاقها ، وكرم مبادئها ، وأصالة معدنها .
وغزارة مهاراتها ، وعذوبة قيمها وشيمها .
أفكارها متجددة وراء كل جديد مفيد .
.
في محياها سطوع شمس ثانية، فالابتسامة لاتفارقها على الدوم .
.
ينساب الحديث الحواري المهذب المؤدب من بين شفتيها كما ينساب الماء الرقراق في جداوله تسلسلا .
.
عشقت التربية والتعليم ، فعلمت وأثمرت ، وجربت ، ودربت ، وكتبت ، وألفت ، وأصبحت نحلة منتجة تمتص رحيقها من زهور المعارف ، وتمجه عسلا مصفى في بساتين المدارس ، ودور العلم الشامخة .
.
أنيس الطبع ، مألوف العبارة ، اجتماعي النهج المنهج ، إنسانيته طاغية على المكان والزمان قبل الإنسان ، يدرك ذلك من زاره في ديوانه العامر بحي الربوة بحفرالباطن ، إذ صنع من مجلسه طبيعة خضراء في جميع الجهات الست تضفي على زواره وضيوفه الأنس والسعادة .
.
كان يصنع السعادة والأنس بفكره النير ، وكلماته العاطرة ، ومشاعره الفواحة ، ومعلومات الغزيرة الوفيرة ، فأثر في المكان والإنسان والبنيان والجيران ….
.
في نطق اسمه شعور بالفخامة ، وكرم الرجولة ، وعطاء المكارم ، ورزانة العقل . فالاسم على مسماه ، والمسمي في السماء كما يقال .
.
هدؤه الساحر جذب محبيه ، فأثر وتأثر . عشق الجمال فكان هو هو . فالجمال وهب ، ووهب الجمال .
.
رؤيته للحياة تفاؤل لاينقطع ، حتى آخر لحظات عمره الموهوب عليه سحائب الرحمة والغفران .
.
مؤلمة تلك الحروف أعلاه عندما تنسج من ذكريات صداقة راحلة ، وتنصهر من حنين الألم والفقد .
.
فوداع الأصدقاء الأوفياء الأنقياء الكرماء وألم فقدهم سكرة موت أخرى لمن يتأمل .
.
رحم الله الفقيد : وهب بن منيخر العنزي ، وأسكنه فسيح الجنان .
.
فقد وصل مرفأ الرحيل ورحل ، وبقيت أمجاده ذكرى سائرة ترتحل من مكان إلى مكان يسير بها الركبان ، ذكرا عاطرا فواحا مخلدا .
.
رحل وهب الموهوب، وسنرحل بعده ، وموعد نهاية الرحلة غيب ، ولكل رحلة مرفأ ونهاية .
5 pings