يومان في وادي العجمان


يومان في وادي العجمان


علي بن سعد الفريدي
علي بن سعد الفريدي
   
كاتب صحفي - مهتم باللسانيات وآدابها

إقرأ المزيد
خطوات إلى الصحراء
عمار يادار .
عيد في زمن كورونا
رحلة إلى لقاح
زمان ينجب أبطالا .
التفاصيل


١٤٤١/٤/٢٢     هجرية.19/12/2019 ميلادية. 
في إجازة نهاية الأسبوع ، انطلقنا بركابنا لقضاء اليومين تلك في ربوع الوطن من جهته الشرقية ، نستبصر مدن تلك الجهة وقراها ، ونستطلع تضاريسها ، ونتعرف على مناظرها ، ونشاهد عمرانها ، وبالفعل تحقق الهدف ، وحصل المقصود ، واستمتعت المشاعر بما رأت ، واستلذ الفكر بما شاهد ويشاهد ، واستطعم الذهن تلك الأوقات التي قضيناها في مسافة ٦٥٠ كيلو تقريبا  . 


كانت بداية الرحلة من ذيبية حفرالباطن مرورا  بالطليعة ، وأم كداد ، ثم معرج السوبان ، ثم نقير والنقيرة ، ثم دخلنا وادي العجمان ويسمى وادي ( المياه )يمتد مسافة مائتي كيلو تقريبا ، بدأناه من السلمانية ، والنعيرية ، والكهفة ، ومليجة ، ونطاع ، وعتيق ، والحناه ، والمليحة ، إلى الحسي ،والصرار ، والزين ، والونان ، وأبو ميركة ، وشفية ، وهدية ، وحنيذ ، وعرج ، وأم ربيعة ، ومتالع ، وعريعرة ، وأم العراد ، ومغطي ، والهليسية ، وجودة ؛ وصولا إلى طريق الرياض – الدمام السريع . تضاريس تلك الأماكن شائقة شاقة  تشد التأمل والتفكر  والتذكر ، فالأرض لاتخلو من نفود تميل بياضا ، وربوات شاهقة ، وقور  عالية ، وقعور ، وثبوج ، وسباخ . 
والنبات والاستنبات الزراعي لاينقطع في تلك الأماكن . وإن كان النخل يشترك بين تلك الأماكن استزراعا . فالمكان تكثر فيه المزارع المملوكة المعمورة  . 


الأرض ممطورة في الأسبوع الفائت ، والماء المطري تشاهد عينته وغدرانه عن ضواحي الطريق  ميمنة وميسرة ، والأرض مرتوية من غيث السماء ، لكن ربيعها لم ينهض بعد ، ربما أنها  لم توسم قبل ، وربما أن زمن المربعانية ببرودته الشديدة أثر على القاع تأثيرا سلبيا ، فالنبات لم يرتفع عن البذرة كثيرا . 
الإبل وأسواقها تكثر في تلك المدن والقرى ، بألوانها المتنوعة ، وضح ، وصفر ، وشعل ، ومجاهيم ، وحمر  .  ولها أسواق حية هناك خاصة في أم ربيعة .


لفت نظرنا إعجابا ، تنظيم السوق التراثي الشعبي في محافظة النعيرية بحسن تهيئته ، وجمال نظافته ، وجودة لوحاته ، ودقة ترقيم محلاته ، وروعة إلإشراف عليه ومراقبته . 


كما  أننا استفدنا أن سبب تسمية النعيرية بهذا  الاسم ؛ نسبة إلى جبل النعير الذي يجاورها شمالا . 
إضافة إلى أنها تجملت بلقب ( عروس الربيع ) رسميا ، فهي مقصد السياح والزوار والرحالة ، وذوي المكشات ، وفيها يقام مهرجان شتوي ثقافي ربيعي كل عام . 


منظر القطار السريع استنطق ألسنتنا كلاما ، عندما رأيناه يجاورنا سيرا  مارا  النعيرية ، يجر عرباته على عجلاته ، منطلقا  لغايته إلى المنطقة الشرقية . 


التنقل بين ربوع الوطن ، والاستمتاع بجغرافيته ، وتضاريسه ، ومناخه ، وتأمل مدنه وقراه ، يضفي على الشعور سعادة ، ويضيف إلى الذهن معرفة وإفادة . 


فكم من معلومة في مدينة أوقرية درسناها منهجيا في مدارسنا ، ثم وقفنا عليها مكانا . فترسخت المعلومة زمانا ، ومكانا ، وإنسانا . 
كان القصيد الشعري والتأريخ الشعبي مشاركا لنا في رحلتنا ، لايفارقنا إذ كانت الرحلة برفقة الأديب الشهم : أ/ موسى بن سليمان آل بهلال القحطاني . وهو بحر  في المعارف والأشعار  والآداب والثقافات ، وربما ألمح لنا برمزية شعرية مقصودة باستمرار التنزه للصحاري والبراري ،والخروج من عوالم المدن ، وكسر روتين الحياة الممل. خاصة عندما يرفع صوته بقصيدة مختارة من حفظه الوفير الغزير  كاختيار قصيدة الشاعر الكبير : عبدالله بن عون العتيبي .


ما أغبطك ياللي بالحضارة تلويت /

ياموالف الجدران ويش أنت لاقي 


إن كنت بالحصن الحصين استكنيت /

وسويت مع بث القناة اتفاقي 


إما من السكر شبعت وترويت /

وإلا بصرك أوشك على الاحتراقي 

سج النفس واضرب دروب الخراريت /

لو ماتذوق مع الخلا ما يذاقي 


ما ينطوي في غرفته بآخر البيت /

غير الذي راسه يبي له عراقي 


وصدق الشاعر ، والراوي ، والكاتب وثق ذلك .


3 pings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *