تخيل معي!!


تخيل معي!!


م . عبدالله ال سويد
م . عبدالله ال سويد
   
مهندس سعودي كاتب رأي

إقرأ المزيد
الوطن .. بين الماضي والمستقبل
الكل مطالب بشكر ( كورونا )
تخيل معي!!
#2020 …. ماذا لو؟
التفاصيل

أن تعمل لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة ، وأنت تحت ضغط نفسي من اجل الاحتفاظ بهذه الوظيفة التي قطعت الاف الكيلومتلرات وقاسيت الام الغربة وويلاتها بين مطرقة هذا الضغط العصبي للحفاظ على وظيفتك وبين سندان الانظمة والقوانين التي لو حصل خطأ بسيط فإن ثمن عرقك لشهر كامل قد يذهب في إصلاح هذا الخطأ البسيط ودفع تكاليفه ، ثم بعد نهاية يومك الشاق والمنهك تذهب لمقر سكنك والذي هو عبارة عن غرفة يشترك معك فيها أربعة أشخاص أنت خامسهم لتريح جسدك المنهك وتفكيرك المرهق ، ولكن أنى للراحة أن تأتي وأنت تعلم أن خلفك أفواه جائعة وعقول بانتظار تنويرها لتتلقى التعليم البدائي وكهول ينتظرون أقراص أدويتهم التي لاتتوفر لهم الا نهاية كل شهر مع ارسالية ابنهم من دولة الغربة ، هل تخيلت عزيزي القارئ كل هذا الواقع؟؟

إن ماذكرته آنفا ليس إلا مثال من مئات الأمثلة على واقع معظم الوافدين لبلداننا والذين هم في أمس الحاجة لنظرة عطف وابتسامة صادقة ومساعدة نابعة من قلب رحيم ، إن خلف كل شخص منهم قصص تبكي من لاقلب له ، وأقوام هم بأشد الحاجة لمقومات الحياة الاساسية لكي تستمر قلوبهم بالنبض في هذه الحياة.

لاشك ان فيما سبق دروس ودروس ، فعندما تنظر بعين التأمل لواقع هؤلاء ، ستدرك حتما كم أنت محظوظ ومفضل على كثير من الخلق تفضيلا ، بما حباك الله سبحانه من النعم التي لو استحضرتها ، سوف تهون عليك بلاريب أي مشكلة أو ضائقة مالية أو نحوها ، وكما نعلم أن في استشعار النعم وشكرها، عبادة تثاب عليها بإذن الله من إله المحسنين ، الرحمن الرحيم ، فسيعصمك بإذنه من زوالها ويزيدك من فضله ، كيف لا وهو القائل سبحانه

( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) ،

فما أحوجنا لتأمل ماحبانا الله من النعم ، ولنا في قصص الاخرين وتجاربهم ومعاناتهم أكبر مثال لنا ، لنتفكر ثم لنشكر.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *