الكل مطالب بشكر ( كورونا )


الكل مطالب بشكر ( كورونا )


م . عبدالله ال سويد
م . عبدالله ال سويد
   
مهندس سعودي كاتب رأي

إقرأ المزيد
الوطن .. بين الماضي والمستقبل
الكل مطالب بشكر ( كورونا )
تخيل معي!!
#2020 …. ماذا لو؟
التفاصيل

مع مانمر به من وباء عالمي ، وفيروس قاتل ، ومع كل حالات الخوف والهلع في أوساط العالم ، وفي ظل الحذر والترقب الشديدين لما قد يحدث في المستقبل ، ومع التغير العام في شكل حياتنا سواء في نظام أكلنا ، شربنا ، نومنا ، وحتى اجتماعاتنا ، وغيرها الكثير من التغير الاقتصادي والاجتماعي المفاجىء والرهيب ، إلا أنه وجب علينا أن نستشعر ماذا صنع بنا فيروس كورونا ، لقد فعل بنا مالم تفعله المحاضرات الطويلة ، والندوات المتواصلة ، والكتب المتينة.

لقد صنع بنا مالم نتوقع أن يفعله بنا فيروس لايرى بالعين المجردة ، وغير فينا مالم يستطعه أولو النصيحة والبيان ، وحراس النظام الاجتماعي في مجتمعاتنا على مر سنون طويلة . أكاد أجزم أن هناك أُسرا لم تجتمع منذ أشهر بل قد تكون سنين حتى خلال إجازات أفرادها ، ولكن الكورونا جعلهم يفعلون، وهناك الالاف من البشر ممكن أنهكهم روتين حياتهم البئيس ، فلم يعودا يروا شيئا جديدا وممتعا في حياتهم بالرغم أنهم يتقلبون في نعم المولى -سبحانه- ، ولكن كورونا جعلهم يستشعرون نعمة الخروج كيفما شاؤوا وقتما شاؤوا ، وجعلهم يدركون نعمة أهلهم ومايكابدون ويعانون من تعب الامور المنزلية من طبخ وتنظيف وقضاء وقتٍ طويل في مكان صغير.

لقد أظهر هذا الكورونا مواهب مدفونة لدى البعض من طبخ وترتيب ، وأراح البعض الاخر من هموم المطاعم والتشكيك في مدى نظافتها وتقييمها ، ثم تصوير ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات ، نعم فعلها -كورونا – في أقصر وقت وعلى أقوى تأثير ، ومع هذا الحدث الجلل ، يتبين لنا كم نحن ضعفاء لانملك من أمرنا شيئا الا بحول وأعانة من ربنا ، وكم نحن منغمسون في لذائذ ونعم لم ندرك حجمها إلا الآن ، وكم نحن بعيدون عن أحبابنا الذين يتلهفون للقاءنا واجتماعنا العام تلو العام ، لقد صنعه كورونا ، بتدبير العزيز الحكيم. فشكراً ثم شكراً كورونا ،

لقد فهمنا الدرس ، ونتمنى أن ترحل عنا عاجلا ولا تثقل هذه الزيارة فيحل الأمن الصحي ربوع كوكبنا الجميل .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *