ليس للقرد وطن !


ليس للقرد وطن !


 

كان قردٌ يعيش في إحدى الغابات عاملاً وخادماً وليس له حقوق بل كان عليه واجبات كثيرة ومع ذلك هو منبوذ ومهان و وكان يسكن في جذع شجرة قديمة و ضيقة مع أسرته ولم يكن ذلك الجذع مُلكاً له وكان يرضى به ويقنع ولا ينتقد ولا يجرؤ على النقد بل كانت لديه وطنية عجيبة رغم الذل ورغم ما يرى من جحود وهوان !

.

وبعد مرور سنوات حصل والده على فرصةٍ للخروج والهرب من تلك الغابة التي كان بها ذليلاً مهاناً إلى غابة جميلة كبيرة وذلك عن طريق بعض أصدقائه ومعارفه، فوجد ذلك القرد المهان عملاً راقياً وأرضاً طيبة وكرامة لم يعتد عليها من قبل فمن قلة الأمن إلى واحة الأمان ومن ضيق العيش لسعة الحال ، فتحول هذا القرد إلى قردٍ كثير الصراخ وكثير النقد لوطنه الجديد وغابته السعيدة التي لم يولد بها، وكثير المدح للغابة التي كان فيها مهاناً بل يتفنن في البحث عن الهفوات والسقطات لغابتة الجديدة وتراه يفرح بتلك العثرات كما يفرح بها الأعداء أو أشد فرحاً ومع مرور الأيام وظهور التغيرات الطبيعية من السيول والعواصف وبسبب الحروب والقتال والدمار بين الغابات وساكنيها وحروبهم حول الماء والغذاء .

.

وبدخول غابته الجديدة بحرب ضد أعدائها ومساعدة لجيرانها والدفاع عن غاباتهم توقع الكثير أن هذا القرد سيقف مع غابته في هذه المحنة الغابة التي لها بعد الله كل الفضل عليه هو بالذات لأن فيها بيته ووظيفته وفيها له أمان ومكان وكيان واحترام ولكن تفاجئ الجميع بأن هذا القرد اصبح أكثر حقداً وبحثاً عن الأخطاء ، بل أحياناً يمدح الأعداء ويقلل من مكانة أهله وشعبه وغابته ، رغم الفارق الواضح ورغم مايجد من احترام إلا أنه يقابل هذا كله بجحودٍ و بخبث ولؤم ، بل أصبح يتواصل مع أعداء غابته ويمجدهم ، وربما خان الوطن والخيانة لا تغتفر في شرع الغابات ولكن هل حقاً ليس للقرد وطن؟

.

هل على المخلوق أن يحذر من الذي أكرمه ، هل فعلاً أصل كل عداوة اصطناع المعروف باللئام ، هل فعلاً إكرام اللئيم يجعله متمرداً؟

.

آه يا وطني ما أكثر اللئام وما أكثر الأعداء بل ما أكثر القرود التي تعين الأعداء على أوطانها، الوطن ليس وزير ولا أمير ولا صغير ولا كبير الوطن قطعة من القلب نعيش فيها وعليها لن نسمح لأحد أن يدنسها، ولن نسمع لمن يقذفها ويتهمها ويريد أن يخربها فنقول لهم قولوا ما تقولون واكذبوا كيف ماتشاؤن فأنتم ذاهبون ووطني باقي رسمته في أحداقي وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *