عاصمة الربيع وزفاف الأمير


عاصمة الربيع وزفاف الأمير


.

هنا حفرالباطن مدينة يتوالى أبناؤها في حمل بساط أحلامها جيلا بعد جيل يتلثمون الريح ويحدون بأهازيج الوطن في توليفة ساحرة تمزج رحابة الشمال باتساع الشرق .. عيونهم معلقة بأفق الأمل انتظاراً لسطوع شمس الرؤية على هذه الأرض وصولا لأفضل استثمار للموقع الاستراتيجي المميز ؛ كونها الأقرب لدول  الجوار ( الكويت والعراق ) إضافة لوقوعها على مفترق الطرق الدولية الرابطة بين دول الخليج وبلاد الشام بما ينعكس بالأثر الأبرز على الناحية الاقتصادية – بيعا وشراء – التي وإن حققت تغيراً ملحوظا في السنوات الأخيرة إلا أنه تغير بطيئٌ لا يتوافق مع النقلة الكبيرة التي تخطوها باقي مناطق المملكة ومحافظاتها حتى أضحت المحافظة وساكنوها بين مطرقة المستثمر – الذي لا يعنيه منها إلا لغة الأرصدة والأرقام – وسنديان المسؤول الذي – والحق يقال – لا يألوا جهداً عن تفقد الأضرار تحت اضواء الفلاشات !

.

فلا سبيل للمواطن – والحالة هذه – إلا مناكبة الشعراء وقوفا على الأطلال مع مقدم موسم الأمطار ؛ لتجود قريحته بأعذب كلمات الوجْد والهجاء مودعا مركبته التي استنزفتْ قوتها بين حفر الطريق ومطباته المفاجأة  ؛ حتى رفعت رايات الاستسلام أمام اندفاع السيول وضعف التصريف محتارة بين وقوف العجز وغرق اليأس ! ويكفي راكبها غنيمة النجاة إن نجى أو رحل بمعية طيور الجنة كما في حادثة الكسارات ..!

.

ومع ذلك بقيت الآمال منعقدة على محافظ من سلالة المؤسس يرتقي بالمحافظة للمكانة التي تستحقها .. ولم يخيّب ملكُ الحزم – حفظه الله – تطلعاتنا ؛ فها هي القرارات الملكية الأخيرة الصادرة بتاريخ 27 ديسمبر 2018 تزف لأهل حفرالباطن قرار تعيين الأمير منصور بن محمد بن سعد آل سعود محافظاً لحفرالباطن ؛ ليكون أول أمير من الأسرة الحاكمة يتولى إمارتها ، ومع أن التطلعات كثيرة والصعوبات أشد إلا أن خبرة الأمير الشاب في تحسين المناطق وتطويرها يجعلنا نتطلع الى مزيد من الإصلاحات في الخدمات الصحية والاقتصادية والتعليمية والثقافية ..

.

أيها الأمير ، لا تتوقع أن تجد أمامك مدينة أفلاطونية ؛ فشوارعها متهالكة -وإن جمّلوها لك – تغص بزخات المطر ! فلا الورد يواري سوءاتها ولا الألوان تخفي تجاعيدها ! وللمستشفيات وما يدور في أروقتها من وجعِ الانتظار لمواعيد بعيدة وأخطاء طبية لا يحاسب مرتكبوها ؛ مما حدا بالكثيرين لتحمل مشقة الطريق بحثا عن علاج أفضل في مستشفيات العاصمة !

.

نحن نبتهج بمقدمكم الميمون ونتوسم فيكم فكراً اقتصادياً طموحاً يتجاوز الشكليات ويعمد إلى صقل الجوهر بتنمية مواردها ، وفتح مجالات أوسع للمشاركة والدعم خاصة لعنصر الشباب المتسلح بالعزم والإرادة ؛ إلا أن الخبرة والمادة إضافة لإحكام العمالة سيطرتها على السوق ؛ جعل الشاب يناضل لثبات خطوته في  طريق تحسين الوضع الاقتصادي لأسرته والتي للأسف الكثير منها يحمل ظروفاً صعبة ولا عتاد له إلا بنضال أبنائه من الجنسين تنمية الموارد والاستثمار- قطعا – سيحدث فرقا كبيرا في حياتهم .

.

معالي المحافظ ترفعا بك عن الصدمات السلوكية لدى البعض ؛ أخبركم إننا هنا نعاني من انسداد شريان المعرفة الثقافي ! فلا تثريب علينا والمشاريع الثقافية وما يتبعها من فنون تُسمع ولا تُرى ! اللهم إلا من جدارٍ يتيم يسمى “حائط الفن” سلمتْ لوحاتُه بمعجزة المكان من أيدي العابثين !

.

ويبدو أن الهيئة العامة للترفيه انشغلتْ بالمناطق الأخرى عن حفرالباطن حتى سقطت سهواً أو عمداً من روزنامتها مع الترفع أن تعتبر بعض مخرجات السوشيال ميديا ترفيهاً – مع الاحترام لمن يقبل به – إلا أن الكثير ينتظرون ترفيهاً  يستحق الوصف !

.

.

أيها الأمير الشاب أمامك طريق طويل سلاحك فيه الشجاعة والإقدام ، ونبراسك المخلصون من أبناء المحافظة ؛ ليديروا معك دفة التغيير نحو مدينة جديدة عمادها التطوير ودعائمها النقاء والتسامح .. فأهلا بك في حفرالباطن عريساً يُزفّ إلى عاصمة الربيع .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *