أكبال الشهامة !


أكبال الشهامة !


.

أن نوصف بأننا شعب مندفع عاطفياً أيسر على قلوبنا من غفلة السذاجة ! وإن كانت بالحقيقة أكثر دقة في القراءة المنطقية لما يحدث لنا بعد كل قضية ؛ نكتشف فيها أنّ الصورة الجميلة التي تخيّلناها ما هي إلا حقل من الشوك مسوّر بسياج من النبالة الاجتماعية والنخوة الأخلاقية وربما الدينية بإسقاطِ شكوى العضو على تداعي الجسد وبمباركة الأمثال كدلالة على الأصالة المتوارثة ؛فالناس بالناس والكل بالله ..!

.

إلا أن نياشين الوهم تذوي  سريعاً بوقوفك وحيداً أمام مظلة القانون في قضية كفالة الغرم” تلك التي لا تعترف إلا بالدّفع لمالٍ لم يدخل حسابك – باستثناء من يقبض اللمم من تحت الطاولة أوضياع سنواتٍ من العمر تدفع ضريبةً لدَقّةِ صدْر وجَرّة قلمٍ لم  ينظر صاحبُه لعُمق الهُوّة التي أوقع نفسَه وأسرَتُه فيها !

.

وبسؤال المحامي عبد السلام العريفي عن مدى انتشار هذا النوع من القضايا أكّد على مئات القضايا المندرجة في السياق الحقوقي للكفالة مُوزّعة بين كفالة الأقارب ، والأزواج ، والأصدقاء .. متوسعة بشكل أو بآخر .

.

وليسمح لي القارئ الكريم فأنا هنا لا أدّعي السبْق فيما يخصّ الكفالة المالية ، كما لا أمتلك مصباحاً سحرياً لإخفائها ! إلا أنّ ما حصل مؤخرا ًلشابٍ مشهودٍ له بالتميز الوظيفي والأخلاقي (إضافة لخدمات بيئية في مجتمعه ) في سحب ٍللبساط من تحته ، ووقوعه عاثراً بحبائلِ الثقة المفرطة لمغبّات التتبّع القانونيّ .. ومع أن كل خطأ هو فرصة للتعلم إلا أنّ الفطِن مَنْ يأخذُ بنصيحةِسيغموند فرويد في مقولته الشاملة  “تجنّب إعطاء وعْد يتعذّرُ الوفاءُ به !

.

ومع قلة معرفتي القانونية إلا أننا بحاجة للحد ّمن تكدّس ضحايا الكفالة ، وتفشي أضرارها على الكفيل وأسرته ، ناهيكَ عن إشغال المؤسسات القانونية في التتبّع والتطبيق .. كل هذا يمكن تلافيه بوضع شروطٍ صارمة بحقّ الوكيل متلائمة مع دخله المالي وعدد من يقوم بكفالته ؛ تمكّنُهُ من السداد فيما لو تخلى عنه مَن قام بكفالته ..

.

ولعل في البنوك وتقديمها الأقساط لطالبيها خير نموذج يمكن الاستفادة منه وتطبيقه في شأن كفالة الغرم ، كما أن صياغة عقود الكفالة ومستلزماتها بطريقة واضحة يفهمها الجميع باختلاف مستوياتهم التعليمية حمايةٌ للبسطاء الذين لا تُسعِفُهم معرفتُهم في فهم إشكالياتها .

.

.

ختاماً .. الخير سنبلة يانعة ، لِقاحُها بذل المعروف وإغاثة الملهوف إلا أنّ على الجانب الآخر ثمرةً تنتظر أن تُمسك بعودها ألا ينكسر ؛ لتكتمل طريقها في إنماء وإعمار حياةٍ ووطن .. فلا تتركها وحيدة من أجل شهامةٍ آخرها ندامة ..!


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *