التمشيخ الكاذب .


التمشيخ الكاذب .


علي بن سعد الفريدي
علي بن سعد الفريدي
   
كاتب صحفي - مهتم باللسانيات وآدابها

إقرأ المزيد
خطوات إلى الصحراء
عمار يادار .
عيد في زمن كورونا
رحلة إلى لقاح
زمان ينجب أبطالا .
التفاصيل

ظاهرة اجتماعية بدأت تتسلل لواذا لمجتمعنا المتماسك النقي الطاهر ، في مبادئه ، وقيمه ، ورموزه ، وعقلائه ، وفضلائه ، يقف وراءها بشر جهلاء خبثاء ، بقصد أو بدونه ، شعارهم الجاهلية الأولى ، ومقاصدهم مصالح مرجوة ، أو إثبات وجود حيوي .
من سلوكياتهم الممجوجة تثار الأسئلة ، وتقرأ الإجابات للقارئين بوضوحية نهج ، وصوابية نتيجة ، يعشقون الاجتماع البشري ولوكان بسيطا ؛ استهدافا لتوثيق صورة من فلاش كاذب ، ومحاولة لتحقيق ألقاب لأنفسهم وهمية ولو على بعض عقول البشر في بعض الزمن .
من يتأمل رقمهم الاجتماعي في المبادئ والقيم ، وعالم الرجولة المحق يجد أنهم أرقاما ؛ لكنها بجانب الصفر يمينا .
أوصافهم كثيرة ، حقيرة ، مثيرة .
يتسترون وراءالعالم الافتراضي
( السوشيال ميديا ) ، مختفون في العالم الحقيقي الأغر .
وميدان الحياة الأشهر .
في نفوسهم كبر وتكبر ، وفي سلوكياتهم بطش ،وجهل ، وتبختر ، وتجبر .
عقولهم خاوية من العلوم والمعارف والمهارات القيمية في فضاء الحياة التنافسي التسامحي الجميل النبيل .
أفعالهم أنانية بحتة ، يكرهون التعايش والمشاركة المجتمعية ، والبساطة المعيشية ، والمنهجية السلوكية التسامحية في عالم قيمي منفتح ،وميدان اجتماعي يسع الصادقين الراغبين .
يترفعون بخبث طوية ، ويتبخترون من سواد نية .
في المواقف الاجتماعية الواجبة اللازمة يخنسون . وأمام ذوي المبادئ الحقة يصغرون .
حديثهم دنيوي أناني سامج ، هذا إن تحدثوا .
همج رعاع ، يكذبون كلاما فيصدقهم صغار العقول ومتعددي الوجوه .
يبحثون عن الشهرة على أكتاف الآخرين ، فأكتافهم عجزت أن تشهرهم إيجابا ؛ من وبائيات ذواتهم النتنة في سالف الزمن .
يشترون المديح بأموالهم ، ويقربون الشعراء حدثاء السن مصفصفي الكلام لأهداف دنيئة .
حثالة بشرية تريد أن تتصدر مجالس أهل الفضل والرأي والحديث بألسنتهم ، وتستقصد مزاحمة ذوي المبادئ الحقة ،والقيم الراسخة الثابتة .

من خبثهم الأناني يحتقرون البسطاء الفقراء ، ويترفعون عنهم وعن حقوقهم ، ولو كانوا أقرباء ، أو أصدقاء ! .
بضاعة كلامهم الكذب ، والبهتان ، وشهادة الزور .
ضيافاتهم فلاشية صورية النهج والمنهج .

علاقاتهم محدودة ، وشهاداتهم مردودة .

يتدثرون بالمشالح لباسا ؛ لأنهم عراة مبادئ ، وقيم .

في عقولهم لوثة ليس لها علاج ، تلوثت أفكارهم ، فتلوثت سلوكياتهم .

يكرهون أهل الحقيقة في العلم والقيم والمعارف والتاريخ والأمجاد والطهرانية الذاتية .
صدورهم دوما في حالة ثوران ؛ إن مدح الفضلاء الأخيار الكرماء المتواضعون بحضرتهم ؛ حقدا وحسدا .

هم نجاسة لا طهارة لها سوى البعد والاجتناب .

يعشقون كلمة ( شيخ ) في حال الخطاب .
ويسارعون لناطقها لهم بالجواب .

وقد نجحت حكومتنا الرشيدة بمنع تداول هذا اللقب في الدعوات الاجتماعية ،فقطعت عليهم الباب .

وقد كانت دعواتهم الاجتماعية سابقا تذيل بذاك اللقب ( شيخ ) زورا وكذبا وبهتانا .

نفوسهم ثقيلة ؛ لأنهم ثقلاء .
لايملكون من بصمات النجاح الحقيقية مقدار ذرة .

صور واقعهم العالم العراقي ( علي الوردي ) بقوله :

‏( يتطاحن الناس في المجتمع العربي من أجل التمشيخ الكاذب لكي يصل الفرد إلى ذروة كماله الناقص ليصبح نهّاباً وهّاباً ) .

خلقهم الله بلاء ، وابتلاء للبشر .
راقبوهم في حياتنا بهدوء ، تعرفوهم بسيماهم .
فكونوا منهم على حذر .

ومضة تربوية حيوية : سيندثر هؤلاء مع الزمن ، فهم دخان يرتفع لوثة وتلويثا ، لكن سرعان ما يختفي أمام رياح الحقيقة المحقة ، والذوقية المؤدبة ،والعقلانية الفطرية المأنوسة .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *