الآخر والحرية الفكرية .


الآخر والحرية الفكرية .


.
من القضايا السلوكية التي ناقشتها الأقلام وانتهى الحبر ولم تنقضي ,مسألة احترام حرية الآخرين .فتجد أن البعض يتدخلون في تفاصيل حياتك موجهين وناقدين ,وكأنك حق مشاع واجب عليهم إصلاحك وتهذيبك سلوكيا وأخلاقيا .
وكمجتمع سعودي تتفشى تلك الظاهرة بقوة ـ إلا من رحم ربي ـوليتها وقفت عند حدود حياتنا اليومية ولم تصل مطاردتها للعالم الافتراضي ومواقع السوشيال ميديا .
فنرى انه بمجرد طرح الإنسان لفكرة أو تغريده أو حتى فيديو تعليمي نجد المدرعمين له بالمرصاد , متسربلين بعباءة النساك شاهرين سيوفهم لحماية المجتمع من أفكارك الضالة , داعين عليك بالويل والثبور وعظائم الأمور .
و الأدهى و الأمر أن تلك الفئة المعترضة المترصدة لا ترتكز على ثقافة دينيه ترتقي بها إلى الحوار الهادف .
ولنا في الردود على فتوى الشيخ المغامسي في الموسيقى نموذجا واضحا لصيغة التطاول بأصناف الأذى والألفاظ التي يرتقي المقام عن عرضها .
وما الشيخ إلا نموذجا يوميا لتلك الحوارات مع كل من يختلف مع أفكار البعض .
والمضحك المبكي عندما تتحاور مع هؤلاء المدرعمين تجد أن لديهم غموض وتغييب لتلك المفاهيم التي يناقشون فيها ,فعندما نزلت كاميرا الإعلام للشارع وطرح السؤال الأكثر تداولا واعتراضا على الكثير من المتواجدين عن مفهوم العلمانية والليبرالية ؟
لتكون الإجابة صادمه ومحرجه للكثير ,مع العلم أن اغلب من تم اللقاء معهم هم من فئة الشباب !
السؤال الآن : هل أصبحت حياتنا خاليه لنوقفها على مطاردة خصوصيات الآخرين وآرائهم ؟
هل نملك رحمة الله لنعطيها من نشاء ونمنعها ممن نشاء؟
أم أن الله أعطى للبعض صكوكا للغفران ؟
لقد علمنا ديننا مبدأ عظيم (لكم دينكم ولي دين)
وأرشدنا الحبيب عليه السلام انه (لا ضرر ولا ضرار)
رسالة الوصاية على الحريات مبدأ عقيم ينبغي أن ينتهي .لأن أغلى ما يملكه الإنسان بعد دينه هي حريته الخاصة ,وتلك حقيقة لا أحد يملك إنكارها. هناك مبدأ عظيم لو تعلمناه وعملنا به في علاقاتنا مع الآخرين لأصبحت حياتنا أكثر سلاسة وأريحيه
“حريتي تقف حيث حدود حرية الآخرين ”
ليس شرطا أن تشارك الآخر رأيه لكنك لست مسئولا عن تغيير قناعاته وإصلاح أخلاقه , ولمن يحتج بالنصيحة نقول للنصيحة آدابها وضوابطها التي ترتكز عليها .
في النهاية ليكن رمضان رسالة تسامح واحترام لآراء الآخرين وتقبل لمبدأ الخلاف . فالصيام رسالة أخلاقيه تعلمنا أن الكون يتسع للجميع .


3 pings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *