أسطورة المجتمع الفاضل


أسطورة المجتمع الفاضل


.
جرت عادة الناس في بلادنا أن هناك تشابك وثيق بين ثقافة المجتمع والاتجاه الديني .
وهذا وضع طبيعي لارتباطنا التاريخي والجغرافي برسالة الإسلام , وحاجة الإنسان أن يكون في كنف الله ورعايته . لكن ماذا عن حضور الله في حياتنا
هل الله حاضر في أخلاقنا ؟
أنحن مؤمنون حقا؟
أسئلة تبحث عن إجابة واقعية في مجتمع يدعي الأفضلية .
ولأن الإيمان ليس أقولاً تزخرفها الألسنة ولا شعارات تدعيها الجماعات .
فاسمحوا لي أن أمارس فضيلة التفكير الإسلامي وأقول لنخرج أولاً من كهف الاعتقادات الواهية بأفضلية مجتمعنا . ولنضع أخلاقنا وتعاملنا على ميزان دين الله .
فحينما أسألك عن الإيمان لا تشير إلى قلبك بل اجعلني أراه في سلوكك .
إن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وهو خير من مثل النموذج الإنساني العظيم وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن خلقة قائلة “كان خلقة القرآن ”
كما أن التأمل في القصص القرآني يفضى التي تأكيدات على أهمية التعامل الأخلاقي في حياة المسلم . ولكن البُون شاسع بين مجرد القول والتطبيق
.
نحتاج إلى إعادة بناء تصوراتنا عن المجتمع الفاضل , أنا لا أقول أننا مجتمع منحل أخلاقياً ولكن ليس بالتأكيد كما ندعي .
ولان الهدم هو أول أدوات البناء , لنبدأ بنقض أسطورة المجتمع الفاضل بداية من الأسرة كيف نتعامل مع أسرنا هل قاعدة “خيركم خيركم لأهله” سارية لدينا .
.

لا زلت أتذكر تلك الكلمة التي سمعتها عند مروري بجانب احد المحلات الشخص وهو يعتذر لمحدثه عن تأخره ( سامحني تأخرت عليك الهمج اللي عندي ماقعدوني )
ليدور السؤال عن ماهية الذين وصفهم بالهمج أهله ” زوجته – أخته – أمه ”
إلي غيرها من الألفاظ والتعاملات التي كلنا نسمعها و نعيشها في حياتنا ، وصولاً إلى الجريمة البشعة التي فجع الجميع بها من قتل لأم طاهرة كل ذنبها أنها ولدت وأفنت عمرها في تربية قاتليها . برغم ارتباط هذه الجريمة بفئة هدامة تحمل أفكاراً ضالة . إلا انه إشارة إلى خلل أخلاقي انتشر بشكل أو بآخر في مجتمعنا .
.
ولو تجاوزنا الأسرة وتوسعنا إلى تعاملنا الخارجي , هل تتحسن أخلاقنا بمجرد خروجنا من منازلنا ؟
.
البعض نعم يعامل أصدقائه ومعارفه أفضل من معاملته لأهله , والأغلب يبقى على أخلاقه التي تربى عليها أو اكتسبها . هذا مع الأصدقاء فماذا عن المخالفين له .
.
ستجد أن القاموس ممتلئ بالكثير من الإسفاف اللفظي الذي يتجاوز السب والشتم والاحتقار إلى القذف بكل أنواع المنكرات والتشكيك في الأخلاقيات والذمم .
.
نعم وصلنا إلى مرحلة أخلاقية نحتاج إلى أن نتوقف عندها ويشارك الجميع في إيجاد الحلول لها . حتى ننقذ أجيالنا من الانحدارات الأخلاقية في الألفاظ والسلوك .
.
*يقول الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون في مصادر الإلزام الأخلاقي انها تخضع إلى قوتين هما :
1- قوة الضغط الاجتماعي .
2- قوة الجذب المستمدة من العون الإلهي .
.
وحتى تكون النتيجة مجدية اطرح على منسوبي التعليم إدخال مادة مستقلة بالأخلاق تدرس في مدارسنا على أن تكون مسايرة لتطلعات البلد ومنقحة من أي تطرف ، لتخرج لنا أجيال مستقلة بهويتها الدينية والأخلاقية , محاربة للتطرف بكل أنواعه .
.
في الختام إيمانك لك وأخلاقك للجميع .


3 pings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *