سامح اللهُ أمّ الدنيا مصر الجميلة التي نقلتْ لنا خِفةَ الدم حتى أصبحتْ الكلمةُ الساخرة ذاتُ النكهةِ السعودية حاضرةً في ميادينِ الحياةِ بكلِّ توهّجٍ ؛ فلا يميّزُ جدّها من هَزْلها إلا مَنْ عاشَ بينَ السعوديينَ وفهمَ ميُولَهم الاجتماعية ومزاجهم النفسيّ !
.
إلا أنّ الانفتاحَ الإعلاميّ بقنواتهِ المُختلفةِ قد ساهمَ بظهورِ تلكَ المَواهبِ السعوديةِ صاحبةِ الرّوحِ السّاخِرة من كلّ شيء والتي كانتْ سابقاً أكثرَ تحفّظاً بحُكمِ العاداتِ والتقاليد .
وما حدثَ بالأمسِ معَ قصّةِ ابنةِ الرئيسِ الأمريكي “إيفانكا” التي حضرتْ إلى المملكة بمعيةِ الوفدِ الأمريكيّ وما صاحبَها من التعليقاتِ التي تصدّرَتْ “الترند” بتويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي ؛ ما هو إلا حالة عابرة تعاملَ معَها الكثيرُ بمزْحٍ ثقيلٍ أو ما يُسمّى عندنا “الطقطقة” في مرحلةِ إحماءِ ما قبل رمضان !
.
كلّ هذا جرى في أجواء عادية كما يصفها مَنْ شاركَ فيها من مراهقينَ وساخِرينَ – مع ما وقع فيها من تجاوزاتٍ لا يليقُ أنْ تصدر وهفواتٍ كان أجدادُنا يعتبرونَها من خوارمِ المروءة – جعلتْ الكثيرينَ يترفّعُونَ عن تداوُلِها والمشاركةِ فيها كأيّ مَوْجةٍ جديدةٍ تعلو وتجْرِفُ مافي طريقها !
.
في المقابل تصدّى لتلك الموجة أصحابُ الرؤيةِ المتعقلةِ بالتنبيهِ من مَغبّةِ الاندفاعِ ؛ حتى لا يُفتحُ البابُ أمامَ الحاقدينَ وضِعافِ النفوسِ الذينَ لا هَمّ لهُم إلا تتبّع الشعبِ السعوديّ وأحداثِهِ ، والإيغالِ في التربّصِ بالمياهِ العَكِرَة ؛ علّهم يخرجونَ بما يشفِي أمراضَهم المُستعصِيةَ ؛ فوجدوا بُغيَتَهم في التعليقات على ابنة “ترامب” فرصةً انتهزوها مطلقينَ العَنانَ لأقلامِهم مُعْتلينَ مَنابرَهم المَشبوهة ؛ ليصفوا الشعبَ السعوديّ بأوصافٍ من السطحيةِ أنْ تُعمّمَ على شعبٍ معروفٍ بتاريخِهِ وأعلامهِ وإنجازاتهِ ، ومشهودٍ بحاضرهِ وماضيه ، ومن النقصِ المَعيبِ الذي لا يعودُ إلا على من قالها – وإنْ قدّمَ اعتذارَهُ فيما بعد – فالسعودية بقيادتِها وشعبها ماضيةٌ في طريقِ نهْضتِها المدْرُوسةِ غيرَ عابئةٍ بأصْحابِ الإشاعاتِ والانتقاداتِ الغيرِ مُبرّرة !
.
كلمة من آخر السطر …
.
من الجيدِ أنْ يُقالَ عنّا بأننا شعبٌ مُفعمةٌ روحُهُ بالجَمال إلا أنّ الزيادةَ تُعادِلُ النقصانَ .. “اركدوا – حفظكم الله – أشْغَلْتُمونا” !!