خليجنا في ظل شجرة


خليجنا في ظل شجرة


يشهد خليجنا العامر- بحب أهله – صيفاً ساخناً يقفز بنا من سرادق السياسة إلى أزمة الحر الشديدة التي تمر بها المنطقة ؛ يحزم الميسورون أمتعتَهم هرباً من الحر ؛ بحثاً عن قضاء إجازةٍ مريحةٍ لهم ولأسَرِهم في ظل تعدُّدِ فوائدِ السفر التي لو لم يكن منها إلا الهروب من حرّ الخليج لكفى ! واقتداءً بوزرائنا في تخصيص العموم ؛ فالسفر لا يُتاح للمواطن صاحب الدخل المحدود ؛ فما فائدة التحديد إن لم يكن علامة فارقة ؟!

.

هنا يتحول المواطن إلى ” رقصة الزومبا” في محاولاته لتجنب الحرّ بأقلّ قدْرٍ من فواتير الكهرباء المرتبطة بالأبراج التي لازلنا عالقين في شباكها ، وكما تغضّ الطرف هيئةُ السياحة عن ارتفاع أسعار السياحة الداخلية لدينا ؛ كان المواطن أولى بهذا التجاهل !

.
إلا أنّ مبادرةً جميلة أعادت السكينة لروحه وخففتْ عنه معاناته ؛ فكانت الحملة الوطنية لتشجير المُدنِ من أجل توزانٍ بيئيٍّ في ظل الظروف المناخية المعروفة بالخليج من حرٍّ وغبار وزيادةِ تصحّر ؛ نتيجة استهلاك الأشجار في الشتاء أو إزالتِها من قِبل بلديّات بعض المدن ووضْعِ بديلٍ صناعيٍّ يتمثل في أشجارٍ صناعيةٍ أو أدواتٍ منزليةٍ خاليةٍ من أدنى ذوقٍ فنيّ !

.

وأنا أتابعُ تلكَ الحملةِ ؛ تخيّلتُ مُدنَنا وهي تُحاطُ بمُسطّحاتٍ خَضراء ؛ تُوفر الراحةَ لساكنِيها والتغذيةَ البَصريَة المَاتِعة .. ومع أنّ تحقيقَ تلكَ الصورة الخيالية الجميلة يحتاجُ إلى وقتٍ ؛ إلا أنّ البدْء فيها بنشر التوعية المستمرّة بأهمية التشجير وعدم الاكتفاءِ بزراعةِ المحافِظ لشجرةٍ يتيمةٍ في يومٍ سنويّ وموتِها بعد انتهاء “فلاشات” التصوير !!

.

فما الذي يمنعُ أن تُغرسَ الأشجارُ بأيدي الجميع عبر استغلالِ وَسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ لرفعِ مستوى الوعْي بأهميتها في تحسينِ البيئةِ كعملٍ تطوعيّ فرديّ أو جماعي خاصةً وأبناؤنا الطلبةُ لديهم مُتّسعٌ من الوقت وطاقاتٌ مُهدرة ؟! لكن الحقيقة المرّة هي غيابُ القدْوة في المُبادرة والتفعيل على أرض الواقع للأسف الشديد !
.

وقبل أن أختم لعلي أشارككم دعاءً ورجاءً ملحّاً ؛ أن يحفظ اللهُ خليجَنا بقياداتِنا الحكيمة ، ويعيدَ الجمالَ لبيئتِنا بهمّةِ وعزْمِ شبابنا ؛ ولنكافِحْ تصحّرَ النفوس بالحبّ المغرُوس مع كلّ شجرةٍ ؛ فخليجُنا البَهيجُ ؛ بأيدينا فقط نُعيدُ تلوينه !


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *