وطني وإن زاد الثمن !


وطني وإن زاد الثمن !


من النعم العظيمة على هذا الوطن – بعد تشريفه بوجود المقدسات – العلاقة القوية بين الشعب والقيادة ؛ فمهما عصفتْ بنا الظروف وتكالبت علينا الضغوط إلا أن ولاء الشعب والتفافه حول قيادته وتقديم الغالي والنفيس في خدمة الوطن والمليك ؛ مما يزيدنا فخراً واعتزازاً جيلاً بعد جيلاً ، ونقمةً وحسرةً في قلوب كل من يكره الخير لهذا البلد .

.

شعبٌ عظيمٌ لم يخضع حبُّهُ لوطنه لارتفاع الدخْل أو انخفاضه ؛ فبينما تشتعل نيران الثورات في البلاد مخلّفةً الدمارَ بكل صوره – يلتفُّ شعبُنا على قيادته ويستميتُ في الدفاع عنها عبر الحدود والسطور .

.

ومع الانفتاح الحاصل ومساحة الحرية التي أُعطيتْ في التعبير عن كل معاناة يمر بها المواطن ومحاولة استغلالها لتأليب الشعب على قيادته إلا أنه كان سداً منيعاً محصناً ضدّ المُغرِضين ؛ فهو على يقينٍ بأنّ قيادتَه قريبةٌ منه ، وقادرة على تجاوز كل الأزمات .

.

حبّ الوطن والولاء العظيمُ للمليك والثقة بكلّ ما تتخذهُ القيادةُ من تدابيرَ – مما يتّفق عليه الشعبُ بكافةِ طوائِفه ومستوياته ؛ فمنذ توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – والثقة تنتقل من حاكم إلى آخر ، والشعب يقف مع قيادته بولاءٍ يحسدهم عليه العدوُّ ، ويغبطهُم الصديقُ .. شعبٌ يستحقُّ أن نفخرَ به.

.

ولم تكن الأوامر الملكية الأخيرة بجديدة في إثبات قرْب القيادة من الشعب ؛ فلنا في كل موقف إثباتٌ وبرهان وإنْ كانت التطلعاتُ تتجدّدُ والآمال تستمرّ في الوصول بخدمةٍ أفضل للمواطن الذي يحمل على عاتقه الكثيرَ من المسؤوليات ؛ فالشعب السعودي النبيل مثله مثل باقي شعوب العالم يتطلع إلى مستوى معيشي أكثر أماناً واستقراراً في ظلّ ارتفاعِ السِّلع الاستهلاكية بدايةً من الخبز – الذي يشكل عصب الحياة لدى الغني والفقير – إلى أسعار البترول الذي لا غني لنا عنه .
في حياة الشعب الكثير من الارتباطات والالتزامات المادية التي لا تزيدُها النظريات الاقتصادية – التي يلوكها وزراء الاقتصاد – إلا تعقيداً وتعتيماً ؛ فالمواطن العاديُّ صاحبُ الجيْبِ المثقوبِ يكفيهِ عناءَ سعْرِ الوقود الذي تمتصّهُ مركبتُهُ بشراهةٍ في الوقتِ الذي تحدّثُهُ عن الارتفاع العالميّ لأسعار الطاقة !

.

ستمرُّ هذه الأزمةُ وتنقشع غمامتُها السوداء ، وسيحتفلُ الوطنُ بتجاوُزها .. وإلى أن يأتي ذلك الوقت ؛ علينا أن نكون يداً واحدةً مع وطننا وقيادتنا ، فمع أهمية الجانب الاقتصادي إلا أنّ اليقينَ بانفراجِ تلك الأزمة وترسيخ الثقة بمستقبلٍ أفضل مع سياسة الاقتصادِ والترشيدِ على كافة الأصعدة ( من أعلى هرَمِ الدولة إلى المواطن ) ؛ حتى يتمّ بناء مستقبل الوطن وإشراك المواطن بما تمّ إنجازه مع الشفافية بالمشاريع والخدمات المقدمة في سواسيةٍ عادلة بين مناطق ومدن المملكة ؛ قادرة على أن تُحدِث فرقاً وترجّح كفةَ الوطن قبل كل شي .

.

.

آخر الكلمات ..

سبقنا لها المقدّم المتألق خالد مدخلي حين نصح خاتماً وقال : “خلو بالكم من الناس” !!


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *